الاستدلال بظاهر هذه الآية (1).
ثم قال (أي الحمصي): ويؤيد الاستدلال بهذه الآية الحديث المقبول عند الموافق والمخالف وهو قوله عليه السلام: (من أراد أن يرى آدم في علمه، ونوحا في طاعته، وإبراهيم في خلته، وموسى في هيبته، وعيسى في صفوته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -) فالحديث دل على أنه اجتمع فيه ما كان متفرقا فيهم، و ذلك يدل على أن عليا - رضي الله عنه - أفضل من جميع الأنبياء، سوى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، و أما سائر الشيعة فقد كانوا قديما وحديثا يستدلون بهذه الآية على أن عليا - رضي الله عنه - مثل نفس محمد عليه السلام إلا فيما خصه الدليل، وكان نفس محمد أفضل من الصحابة فوجب أن يكون نفس علي أفضل أيضا من سائر الصحابة).
ثم قال الفخر الرازي: (والجواب أنه كما انعقد الاجماع بين المسلمين على أن محمد صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من علي فكذلك انعقد الاجماع بينهم قبل ظهور هذا الانسان على أن النبي أفضل ممن ليس بنبي، وأجمعوا على أن عليا - رضي الله عنه - ما كان نبيا، فلزم القطع بأن ظاهر الآية كما أنه مخصوص في حق محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكذلك مخصوص في حق الأنبياء عليهم السلام (2).
أقول: لما لاحظت كلام الرازي فأمعن النظر في كلام العلامة المجاهد، الشيخ محمد الحسن المظفر، حول كلامه، قال: (ويستفاد من الرازي في تفسير الآية تسليم دلالتها على أفضليته من الصحابة لأنه نقل عن الشيخ محمود بن الحسن الحمصي أنه استدل بجعل علي عليه السلام نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم على كونه أفضل من جميع الأنبياء سوى محمد لأن النبي أفضل منهم وعلي نفسه، ونقل عن الشيعة قديما و حديثا الاستدلال بذلك على فضل على على جميع الصحابة، وما أجاب الرازي