يوجب الهرج والمرج واختلال النظام، ومفاسد أخرى لا تخفى على أحد.
وهذا لو لم يعد دليلا على القاعدة ولكن يمكن أن يكون سببا لانصراف العمومات والاطلاقات الواردة في العقوبات وشبهها مما صدر في حال الكفر.
أضف إلى ذلك لزوم العسر والحرج الشديد من عدم جب الاسلام عما قبله وهذا وان لم يكن دليلا عاما شاملا لجميع مصاديقه، ولكن يشمل كثيرا منها وكيف لا يجب الاسلام عما قبله وقد قال الله تعالى " هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج " (1).
وقوله صلى الله عليه وآله: " بعثت إلى الشريعة السمحة السهلة " (2) وأي حرج أعظم من أن يؤخذ بعد اسلامه بما فعله في حال الكفر؟ وأي سهولة وسماحة في دين يؤاخذ من دخل فيه بما صدر منه قبل ذلك ولو بسنين كثيرة؟
نعم هذا الدليل كما قلنا لا يجري في جميع موارد قاعدة الجب ولكن كثير من مصاديقها داخلة فيه فهو مؤيد لما سبق أيضا.
إلى هنا تم الكلام في قاعدة الجب بعون الله تعالى في يوم الاثنين 28 ذي الحجة سنة 1404.