رحمه الله أن الترمذي صحح حديث معاذ المذكور ولم نجد ذلك في جامعه وإنما صحح حديث أبي هريرة بمعناه، ولكنه قد وافق المصنف على حكاية تصحيح الترمذي لحديث معاذ جماعة منهم المنذري في مختصر السنن والحافظ في الفتح، وصححه أيضا ابن حبان والحاكم. وحديث عثمان قال الترمذي بعد إخراجه إنه حديث حسن صحيح غريب. وحديث سلمان الفارسي أخرجه أيضا الترمذي. وحديث عثمان الثاني أشار إليه الترمذي. وحديث ابن عباس قال الترمذي بعد إخراجه:
حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شعيب بن رزيق. وحديث أبي أيوب أخرجه أيضا النسائي والترمذي وقال: حسن صحيح وصححه أيضا ابن حبان والحاكم، ولفظ الحديث عند أبي داود عن أسلم بن عمران قال: غزونا من المدينة نريد القسطنطينية وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد والروم ملصقوا ظهورهم بحائط المدينة فحمل رجل على العدو فقال الناس: مه مه لا إله إلا الله يلقي بيده إلى التهلكة، فقال أبو أيوب: إنما أنزلت هذه الآية فذكره. وفي الترمذي فضالة بن عبيد بدل عبد الرحمن بن خالد بن الوليد. وحديث أنس سكت عنه أبو داود والمنذري ورجال إسناده رجال الصحيح وصححه النسائي. (والأحاديث) في فضل الجهاد كثيرة جدا لا يتسع لبسطها إلا مؤلف مستقل. قوله: من جرح جرحا ظاهر هذا أنه لا يختص بالشهيد الذي يموت من تلك الجراحة بل هو حاصل لكل من جرح. ويحتمل أن يكون المراد بهذا الجرح هو ما يموت صاحبه بسببه قبل اندماله لا ما يندمل في الدنيا، فإن أثر الجراحة وسيلان الدم يزول، ولا ينفي ذلك كونه له فضل في الجملة . قال في الفتح قال العلماء: الحكمة في بعثه كذلك أن يكون معه شاهد فضيلته ببذل نفسه في طاعة الله. قوله: أو نكب نكبة بضم النون من نكب وكسر الكاف، قال في القاموس: نكب عنه كنصر وفرح نكبا ونكبا ونكوبا عدل كنكب وتنكب ونكبه تنكبا نحاه لازم متعد، وطريق منكوب على غير قصد، ونكبه الطريق ونكب به عنه عدل، والنكب الطرح انتهى. وقال في الفتح: النكبة أن يصيب العضو شئ فيدميه انتهى.
قوله: لونها الزعفران في حديث أبي هريرة عند الترمذي وغيره: اللون لون الدم والريح ريح المسك. قوله: رباط يوم في سبيل الله بكسر الراء وبعدها موحدة ثم طاء مهملة قال في القاموس: المرابطة أن يربط كل من الفريقين خيولهم في ثغرة وكل معد لصاحبه