جرى) الكفر (على لسانه سبقا من غير قصد لشدة فرح، أو دهش أو غير ذلك كقول من أراد أن يقول: اللهم أنت ربي وأنا عبدك فقال) غلطا: (أنت عبدي وأنا ربك) لحديث: عفي لأمتي عن الخطأ والنسيان. (ومن أطلق الشارع) (ص) (كفره فهو كفر لا يخرج به عن الاسلام كدعواهم لغير أبيهم، وكمن أتى عرافا فصدقه بما يقول فهو تشديد) وتأكيد (و) نقل حرب (كفر لا يخرج به عن الاسلام) وقيل: كفر نعمة، وقيل: قارب الكفر وعنه يجب الوقف، ولا نقطع بأنه لا ينقل عن الملة. وقال القاضي عياض وجماعة العلماء في قوله: من أتى عرافا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد أي جحد تصديقه بكذبهم، وقد يكون على هذا إذا اعتقد تصديقهم بعد معرفته بتكذيب النبي (ص) لهم كفرا حقيقة انتهى. ومنهم من حمل ذلك على من فعله مستحلا. وأنكر القاضي جواز إطلاق اسم كفر النعمة على أهل الكبائر، (وإن أتى بقول يخرجه عن الاسلام مثل أن يقول: هو يهودي، أو نصراني، أو مجوسي، أو برئ من الاسلام أو القرآن أو النبي (ص)، أو) هو (يعبد الصليب، ونحو ذلك) نحو هو يعبد غير الله تعالى (على ما ذكروه في الايمان) فهو كافر (وقذف النبي (ص) أو) قذف (أمه) فهو كافر وتقدم في القذف (أو اعتقد قدم العالم) وهو ما سوى الله (أو) اعتقد (حدوث الصانع) جل وعلا فهو كافر لتكذيبه للكتاب والسنة وإجماع الأمة، (أو سخر بوعد الله أو بوعيده) فهو كافر لأنه كالاستهزاء بالله والعياذ بالله. (أو لم يكفر من دان) أي تدين (بغير الاسلام كالنصارى) واليهود (أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم) فهو كافر لأنه مكذب لقوله تعالى: * (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في
(٢١٥)