____________________
وأما الاستدلال له بقوله تعالى: (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا) (1) وقوله عز وجل: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) (2) فغير تام.
أما الأول فلأن ظاهر الآية الكريمة أن الأرض وما فيها نعم من الله تعالى مخلوقة للبشر إما دينية فيستدلون بها على معرفته ففي الخبر عن علي - عليه السلام - في تفسير الآية:
" خلق لكم ما في الأرض " فتعتبروا به. أو دنيوية فينتفعون بها بضروب النفع وذلك لا يلازم إباحة أكل كل شئ إذ لا شئ من الأشياء إلا وفيه منافع.
وأما الثاني: فلأن ظاهر تلك الآية الأمر بأكل ما في الأرض حلالا طيبا لا حراما خبيثا وليست في مقام بيان أن أي شئ حلال ويؤيد ذلك ورود الآية في طائفة من الأصحاب حيث حرموا على أنفسهم الحرث والأنعام وما شاكل.
وأما إذا شك في كون شئ حلالا أو حراما لفقد الدليل كشرب التتن أو لاجمال النص أو لغير ذلك فللآيات والروايات الدالة على إباحة ما شك في حرمته وقد استوفينا الكلام في ذلك في الأصول في مبحث البراءة فالأصل الأولي هو الحلية فكل ما لم يثبت حرمته يبنى على أنه حلال.
الأصل الثانوي في المطاعم والمشارب المسألة الثانية: ربما يقال: إن الأصل الثانوي في هذا الباب هو حرمة كل ما يتنفر منه الطبع واستدل له بمفهوم آية حل الطيبات (3) وبقوله تعالى: (ويحرم عليهم الخبائث) (4).
وتقريب الاستدلال بهما: إن الطيب هو ما يستطيبه الناس ولا يستخبثونه
أما الأول فلأن ظاهر الآية الكريمة أن الأرض وما فيها نعم من الله تعالى مخلوقة للبشر إما دينية فيستدلون بها على معرفته ففي الخبر عن علي - عليه السلام - في تفسير الآية:
" خلق لكم ما في الأرض " فتعتبروا به. أو دنيوية فينتفعون بها بضروب النفع وذلك لا يلازم إباحة أكل كل شئ إذ لا شئ من الأشياء إلا وفيه منافع.
وأما الثاني: فلأن ظاهر تلك الآية الأمر بأكل ما في الأرض حلالا طيبا لا حراما خبيثا وليست في مقام بيان أن أي شئ حلال ويؤيد ذلك ورود الآية في طائفة من الأصحاب حيث حرموا على أنفسهم الحرث والأنعام وما شاكل.
وأما إذا شك في كون شئ حلالا أو حراما لفقد الدليل كشرب التتن أو لاجمال النص أو لغير ذلك فللآيات والروايات الدالة على إباحة ما شك في حرمته وقد استوفينا الكلام في ذلك في الأصول في مبحث البراءة فالأصل الأولي هو الحلية فكل ما لم يثبت حرمته يبنى على أنه حلال.
الأصل الثانوي في المطاعم والمشارب المسألة الثانية: ربما يقال: إن الأصل الثانوي في هذا الباب هو حرمة كل ما يتنفر منه الطبع واستدل له بمفهوم آية حل الطيبات (3) وبقوله تعالى: (ويحرم عليهم الخبائث) (4).
وتقريب الاستدلال بهما: إن الطيب هو ما يستطيبه الناس ولا يستخبثونه