كيف نعصمهم وهم غير معصومين بإجماع المسلمين من سلف الأمة وخلفها على اختلاف فرقهم ومذاهبهم والصحابة أمة بكاملها ويقدر عديدهم " ب 124 " ألف حسب إحصائيات أبي زرعة الرازي والناس خلقوا من معادن الأرض.
وفيها الجبل والوادي والصلب والهش والتراب والرمل والمسبخ والمثمر فكذلك أناسي الصحابة كغيرهم حيث فيهم البر والفاجر والمؤمن والمنافق والغبي والخامل والمزدري والمجنون والكريم والردئ والشجاع والجبان والصادق والكاذب وما إلى هنالك من المناقب والمثالب فلا يتساوون بميزان العدل ومن المستحيل أن توجد أمة كهذه وبهذا العدد ولا يوجد فيها من يكذب ويزور، ومن المستحيل.
ثانية: أن يأتي جمهور العامة بدليل شامل يستغرق إعدادهم من الكتاب والسنة الصحيحة في متنها وسندها، وحاشا لله ولرسوله أن يأتيانا بدليل يعصمهم من الكذب فيكذبه الواقع، وأي ضير يضيرنا لو سرت قواعد علم الجرح والتعديل على الصحابة.
فإن كانوا فعلا مبرئين من الكذب والتزوير وسالمين من أسباب الفسق وخوارم المروءة فلنا أن ننافخ عنهم ونباهي بهم.
وإن كان العكس فتنقية السنة المطهرة من دسائس المجروحين منهم أولى وألزم من الدفاع عنهم لتجنيب الشريعة والمتشرعة من الخطر أمام ضربات التحليل العلمي وهجمات المفكرين وجولد اتسيهر والمستشرقين ولنا بهذا أسوة حسنة من نقاد الصحابة مثل عمر وعثمان وعلي وعائشة وغيرهم.