وفي نص آخر: إنك ألأمها حسبا، وأقلها عددا (أدبا)، وأخملها ذكرا، وأقلها غناء عن الله عز وجل وعن رسوله، وإنك لجبان عند الحرب، بخيل في الجدب، لئيم العنصر، مالك في قريش مفخر، فأسكته خالد. زاد في الاحتجاج قوله، وأخسها قدرا (1). وثمة زيادات أخرى فراجع.
قال ابن طاووس: " هذا الحديث روته الشيعة متواترين " (2).
ولنا مع هذا الحديث وقفات، نقتصر منها على ما يلي:
1 - إنه (ص) إنما يوصي خصوص قريش بهذه الوصية بحضور ذوي القدر والشأن من أصحابه المهاجرين والأنصار. ولا نبعد إذا قلنا:
إنه صلى الله عليه وآله وسلم كان على معرفة تامة بنوايا قريش تجاه خلافة علي عليه السلام بعده، وقد كان وما يزال يلمح ويصرح به لهم في المناسبات المختلفة منذ أوائل بعثته صلى الله عليه وآله. وكان يدرك تململ قريش، ومن يدور في فلكها من هذا الأمر، ورفضها الباطني له هذا الرفض الذي كان يترجم في مواقف عملية لهم، وأسلوب تعامل هنا وهناك. وقد ذكرنا بعض ما يوضح هذا الأمر في كتابنا: الغدير والمعارضون، فليراجعه من أراد.