يا معاشر قريش، إني أوصيكم بوصية فاحفظوها عني، ومودعكم أمرا، فلا تضيعوه، إن علي بن أبي طالب إمامكم من بعدي، وخليفتي فيكم، وبذلك أوصاني جبرئيل عن الله عز وجل.. ".
ثم تذكر الرواية احتجاج كل واحد من الاثني عشر، وبعضهم احتج بحديث الغدير. قال: " وقال في اليوم الرابع (أو في يوم الجمعة) لما جاء معاذ وعثمان (وفي نص آخر: سالم) مولى حذيفة كل في ألف رجل، يقدمهم عمر، (وفي نص ابن طاووس: أتاه عمر، وعثمان، وطلحة، وعبد الرحمان بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعيد بن عمرو بن نفيل، فأتاه كل منهم متسلحا إلخ. زاد في نص آخر: مع كل واحد منهم عشرة من رجال عشائرهم).
فلما توسط عمر المسجد، قال: يا أصحاب علي، إن تكلم فيكم أحد بالذي تكلم به الأمس لنأخذن ما فيه عيناه.
فقام إليه خالد (بن سعيد) فقال: يا ابن الخطاب، أبأسيافكم تهددنا؟ أم بجمعكم؟! إن أسيافنا أحد من أسيافكم، وفينا ذو الفقار، وسيف الله، وسيف رسوله. وإن كنا قليلين ففينا من كثرتكم عنده قلة، حجة الله، ووصي رسوله. ولولا أني أؤمر بطاعة إمامي لشهرت سيفي، وجاهدت في الله حتى أبلغي عذري.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام شكر الله مقالتك، وعرف ذلك لك ".
وتذكر نصوص هذه القضية أيضا: أن عمر أمر خالدا بالسكوت، لأنه ليس من أهل المشهورة، فقال له خالد بن سعيد:
بل اسكت أنت، فإنك تنطق بغير لسانك، وتفوه بغير فيك، وأنك لجبان عند الحرب (كما يظهر) ما وجدنا لك في قريش فخرا.