فقال له ابن أبي: اسكت، فإنما كنت ألعب. فمشى زيد بن أرقم، (وقيل: سفيان بن تيم) إلى رسول الله (ص)، فأخبره الخبر، وعنده عمر بن الخطاب، فقال عمر: دعني أضرب عنقه يا رسول الله!.
فقال: إذن ترعد آنف كثيرة بيثرب.
فقال إن كرهت إن يقتله مهاجري، فأمر أنصاريا. أو قال له:
فمر عباد بن بشر بقتله.
وعند البعض، مر معاذا أن يضرب عنقه. قال العسقلاني: " وإنما قال ذلك لان معاذ لم يكن من قومه " وثمة نص آخر يقول: أو مر محمد بن مسلمة بقتله.
فقال: كيف يا عمر إذا تحدث الناس: أن محمدا يقتل أصحابه؟!
ولكن آذن بالرحيل، وذلك في ساعة لم يكن يرتحل فيها. فارتحل الناس.
قال دحلان: " ثم سار رسول الله (ص) سيرا حثيثا، بحيث صار يضرب راحلته بالسوط في مراقها ".
وذكروا أيضا: أنه (ص) سار بالناس حتى أمسى، وليلتهم حتى أصبح، ويوم ذاك حتى آذتهم الشمس. ثم نزل بالناس، فلم يلبثوا أن وجدوا مس الأرض، فوقعوا نياما. وذلك ليشغلهم عن حديث الأمس.
وقالوا أيضا: إن الخزرج لاموا ابن أبي، فأنكر أن يكون قال شيئا، فلما سار رسول الله (ص) بهم ذلك السير جاءه ابن أبي، فحلف أنه لم يقل شيئا.
لكن نصا آخر يذكر، أن النبي (ص) هو الذي أوصل إلى ابن أبي، فأتاه، فقال، أنت صاحب هذا الكلام الذي بلغني؟!.