وقيل: إن النبي (ص) وجه إلى أبيها، حين جاء بفدائها، ثم خطبها (ص) وتزوجها، وأصدقها أربع مئة درهم (1).
وقال البعض: " كان الأسري أكثر من سبع مئة، فطلبته فيهم ليلة دخل بها، فوهبهم لها " (2).
وقيل: بل جعل صداقها عتقها (3) فأي ذلك كله نصدق يا ترى. 2 - متى وكيف تزوجها النبي (ص)؟ فهل تزوجها بعد قضائه عنها مال كتابتها، كما ذكرت رواية عائشة؟
أم أن أباها هو الذي افتداها من ثابت بن قيس، ثم خطبها النبي (ص) إليه، فزوجها إياه (4)؟
أم أنه افتداها من رسول الله (ص) مباشرة، حيث إنه كما يروي لنا ابن هشام وغيره: لما انصرف (ص) من غزوة بني المصطلق، ومعه جويرية بنت الحارث، وكان بذات الجيش، دفع جويرية إلى رجل من الأنصار، وأمره بالاحتفاظ بها. وقدم (ص) المدينة.
فأقبل أبوها الحارث بن أبي ضرار بفداء ابنته، فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل التي جاء بهاء للفداء، فرغب في بعيرين منها، فغيبهما في شعب من شعاب العقيق. ثم أتى إلى النبي (ص) فقال: يا محمد، أصبتم ابنتي، وهذا فداؤها.