قال: فلعله شبه عليك؟
قال: لا.
وفشت الملامة لزيد في الأنصار وكذبوه. وكان زيد يساير النبي (ص) ولم يقرب منه بعد ذلك استحياء.
فلما سار رسول الله (ص). لقيه أسيد بن حضير أو سعد بن معاذ كما في حبيب السير. أو سعد بن عبادة كما ذكره القمي، فحياه بتحية النبوة، وسلم عليه. ثم قال يا رسول الله، رحت في ساعة منكرة ما كنت تروح فيها؟!.
فقال (ص): أما بلغك ما قال صاحبكم [صاحبك]، عبد الله بن أبي؟!.
قال: وما قال؟!.
قال: زعم أنه إن رجع إلى المدينة أخرج الأعز منها الأذل.
فقال أسيد: (أو سعد) فأنت والله يا رسول الله تخرجه إن شئت.
هو والله الذليل، وأنت العزيز.
ثم قال: يا رسول الله، أرفق به، فوالله، لقد جاء الله بك، وإن قوله لينظمون له الخرز ليتوجوه، فإنه ليرى أنك قد استلبته ملكا.
وبلغ عبد الله بن عبد الله بن أبي ما كان من أبيه. فأتى رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله، بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أبي، لما بلغك عنه، فأن كنت فاعلا فمرني به، فأنا أحمل إليك رأسه، فوالله لقد علمت الخزرج ما كان بها رجل أبر بوالديه مني، وأني أخشى أن تأمر به غيري، فلا تدعني نفسي أن أنظر ألي قاتل عبد الله بن أبي يمشي في الناس، فأقتله، فأقتل مؤمنا بكافر، وأدخل النار.