لإعادة الاعتبار لهؤلاء الناس، الذين كان لهم موقف أكثر عقلانية وواقعية من غيرهم.
فماذا لو أنهم لمسوا: أن هذه الواقعة منهم قد أثمرت ثمرات خيرة، وصالحة وعزيزة. واستطاعت أن تغير من مسار ومصير هذه القبيلة التي تنتمي إليهم، ولهم فيها أدنى ارتباط.
5 - أما اللفتة المثيرة للاعجاب، فهي أن تكون جويرية قد رأت في شخص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الرجل القادر على أن يدرك مشكلتها، وأن يتعامل معها بواقعية وبإنسانية، ومن خلال القيم المثلى، وبالطريقة الفضلي.
مع أن هذا الرجل هو نفسه الذي قاد الجيش الذي أسرها، وأنزل في قومها الضربة المؤثرة والمثيرة..
6 - ولا شك أنها قد لمست في الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بعض ما حباه الله به من مزايا، وأكرمه به من خصال. وربما تكون أيضا قد استجابت لعامل الشعور بالعزة، والأنفة من أن تطلب المساعدة من أي كان من الناس، فكان طموحها متناسبا تماما مع واقعيات حياتها في بيت العزة والسؤدد، حين كان أبوها السيد المطاع في قومه.