السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٣٣
من عطرها أي ودخل عندها فلما رأى عمرو ذلك أتى النجاشي وأخبره بذلك أي فقال له ان صاحبي هذا صاحب نساء وانه يريد أهلك وهو عندها الان فاعلم علم ذلك فبعث النجاشي فإذا عمارة عند امرأته فقال لولا أنه جارى لقتلته ولكن سأفعل به ما هو شر من القتل فدعا بساحر فنفخ في إحليله نفخة طار منها هائما على وجهه مسلوب العقل حتى لحق بالوحوش في الجبال إلى أن مات على تلك الحال اه أي ومن شعر عمرو بن العاص يخاطب به عمارة بن الوليد * إذا المرء لم يترك طعاما يحبه * ولم ينه قلبا غاويا حيث يمما * قضى وطرا منه وغادر سبة * إذا ذكرت أمثالها تملا الفما * ولا زال عمارة مع الوحوش إلى أن كان موته في خلافة عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه وان بعض الصحابة وهو ابن عمه عبد الله بن أبي ربيعة في زمن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قد استأذنه في المسير اليه لعله يجده فأذن له عمر رضى الله تعالى عنه فسار عبد الله إلى أرض الحبشة وأكثر النشدة عنه والفحص عن أمره حتى أخبر أنه في جبل يرد مع الوحوش إذا وردت ويصدر معها إذا صدرت فجاء اليه ومسكه فجعل يقول له أرسلني والا أموت الساعة فلم يرسله فمات من ساعته وسيأتي بد غزوة بدر أنهم أرسلوا للنجاشي عمرو بن العاص أيضا وعبد الله بن أبي ربيعة هذا وكان اسمه قبل أن يسلم بجيرا فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله وأبوه ربيعة الذي هو أبو عبد الله كان يقال له ذو الرمحين وأم عبد الله هي أم أبى جهل بن هشام فهو أخو أبى جهل لامه أرسلوهما اليه ليدفع لها من عنده من المسلمين ليقتلوهم فيمن قتل ببدر ومن العجب أن صاحب المواهب ذكر أن ارسال قريش لعمرو بن العاص وعبد الله ابن أبي ربيعة ومعهما عمارة بن الويد في الهجرة الأولى للحبشة وانما كان عمرو وعمارة في الهجرة الثانية وابن أبي ربيعة انما كان مع عمرو بعد بدر كما علمت وان كان يمكن أن يكون عبد الله بن أبي ربيعة أرسلته قريش مرتين الا أنه بعيد ويرده قول بعضهم ان قريشا أرسلت في أمر من هاجر إلى الحبشة مرتين الأولى أرسلت عمرو بن العاص وعمارة والثانية أرسلت عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة فليتأمل
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»