هي في كتابك يا محمد قال إذا شهد أربعة رهط عدول انه قد ادخله فيها كما يدخل الميل في المكحلة وجب عليه الرجم فقال ابن صوريا والذي انزل التوراة على موسى هكذا انزل الله في التوراة على موسى فليتأمل الجمع بين هذه الروايات على تقدير صحتها ثم سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء يعرفها من اعلامه فقال اشهد ان لا إله إلا الله وانك رسول الله النبي الأمي وهذا مما يدل على اسلامه وتقدم انكار صحته عن الحافظ ابن حجر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوا بالشهود فجاءوا بأربعة فشهدوا انهم رأوا ذكره في فرجها مثل الميل في المكحلة فامر بهما فرجما عند باب مسجده صلى الله عليه وسلم قال ابن عمر فرأيت الرجل يحني على المراه يقيها الحجارة فكان ذلك سببا لنزول قوله تعالى * (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور) * ولنزول قوله تعالى * (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) * وفي اية أخرى * (فأولئك هم الفاسقون) * وفي أخرى * (فأولئك هم الكافرون) * وعن عمرو بن ميمون قال رايت الرجم في الجاهلية في غير بني آدم كنت في اليمن في غنم لأهلي فجاء قرد ومعه قردة فتوسد يدها ونام فجاء قرد أصغر منه فغمزها فسلت يدها من تحت راس القرد برفق وذهبت معه ثم جاءت فاستيقظ القرد فزعا فشمها فصاح فاجتمعت القردة فجعل يصيح ويومي إليها بيده فذهبت القردة يمنة ويسرة فجاءوا بذلك القرد فحفروا لهما حفرة فرجموهما وفي لفظ رايت في الجاهلية قردة زنت فرجموها يعني القردة ورجمتها معهم قال في الاستيعاب وهذا عند جماعة من أهل العلم منكر لإضافة الزنا إلى غير المكلف وإقامة الحدود في البهائم ولو صح هذا لكانوا من الجن لان العبادات في الإنس والجن دون غيرهما هذا كلامه فليتأمل والله أعلم وقد ذكر غير واحد ان أحبار يهود غيروا صفته صلى الله عليه وسلم التي في التوراة خوفا على انقطاع نفقتهم فإنهم كانت على عوامهم لقيامهم بالتوراة فخافوا ان تؤمن عوامهم فتنقطع عنهم النفقة أي وكانوا يقولون لمن اسلم لا تنفقوا مالكم على هؤلاء يعني المهاجرين فانا نخشى عليكم الفقر فانزل الله تعالى * (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله) * أي من صفة النبي صلى الله عليه وسلم التي يجدونها في كتابهم فقد كان فيه اكحل عين ربعة جعد الشعر حسن الوجه فمحوه وقالوا
(٣٣٦)