" يا محمد، ما كنا نظن: أن يجيئنا بهذا رجل من الأوس.
فقال محمد بن مسلمة: تغيرت القلوب، ومحا الإسلام العهود.
فقالوا: نتحمل.
فأرسل إليهم عبد الله بن أبي: لا تخرجوا إلخ.. " (1) بلب في بعض النصوص: أن محمد بن مسلمة هو الذي تولى إخراجهم من ديارهم (2).
وقال الواقدي:
" كان محمد بن مسلمة الذي ولي قبض الأموال والحلقة، وكشفهم عنها " (3).
وواضح: أن ذلك أيضا يضاعف ذلهم وخزيهم، ويزيد من آلامهم، وقد كان يفترض فيهم: أن يأخذوا من ذلك عظة وعبرة، وأن يراجعوا حساباتهم، بشأن هذا الرسول ودعوته: فقد تبين لهم أن الإسلام قد هيمن على القلوب وغيرها، ومحا الإسلام العهود، ومعنى ذلك هو أن ثمة رعاية إلهية له " صلى الله عليه وآله "، ولدينه، ورسالته الظافرة، وقد تجاوزت هذه الرعاية كل التوقعات، وقلبت جميع الموازين لديهم، ولدى غيرهم من المشركين، الذين كانوا يعيشون في المنطقة، وكانوا يتعاملون مع النبي " صلى الله عليه وآله " ومع الدين الذي جاء به من موقع التحدي، والمكابرة، والجحود.. فما كان أحراهم بعد أن عاينوا ما عاينوا من آيات بينات، ومن كرامات ومعجزات، أن يسلموا ويشهدوا لنبي الإسلام بالرسالة والنبوة، ولكنهم لم يفعلوا.. بل جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم