موسم بدر فسألوه فأخبرهم بكثرة أصحاب محمد وأنهم أهل ذلك الموسم وما سمع من قول رسول الله (ص) للضمري وقال: محمد في الفين من أصحابه إلخ... قال البيهقي: فأفزعهم ذلك ثم يذكر ملامة صفوان بن أمية لأبي سفيان (1) وقد يستشف البعض من هذه القضية: ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أجس من مخشي بن عمرو: انه قد قال ذلك على سبيل الاستهزاء والسخرية مقابله النبي (ص) بهذا الأسلوب (2) ومن الواضح انه (ص) لم يكن لينقض العهد ولا يباشر حربا مع أحد الا إذا اضطرته الظروف (وكان مع ذلك لين الطبع كريم النفس وقد بلغ الغاية من النبل والأخلاق الكريمة حتى انزل الله فيه:
وإنك لعلى خلق عظيم (3) وبعبارة أخرى: انه انما تخذ هذا الموقف من أجل ان يعيد إلى ذلك الرجل توازنهم وليفهمه: ان الأمور أعمق وأخطر من أن يتلاعب ويستخف بها قاروا النضر الذين لا يشعرون بالمسؤولية ولا يحسنون فهم الأمور.
ونقول:
ان كلام مخشي بن عمرو لا يوحي بأنه كان في مقام الاستهزاء غير أن من الواضح ان هذا الرجل كان يسعده ان يرى المسلمين وقد أبيدت خضرائهم وقتلت رجالهم وسبيت نسائهم ولعله صدق ما بلغه من