ذلك ثم فوجئ بعكس ما كان يتوقعه وسمع به فجاء ليعرف السر في ذلك وكأنه كان على قناعة بأن مشركي مكة قادرون على ذلك وأن المسلمين على درجة كبيرة من الضعف والوهن في قبال المشركين وربما يكون ما جرى في أحد الذي لم ينقل إليه والى سائر الناس في صورته الحقيقية قد عزز هذه القناعة لديه لأنه انما وقف على نتائج حرب أحد ولم يعرف ملابساتها وأنها لم تكن نتيجة ضعف حقيقي في عزيمة المسلمين ولا لتخاذل منهم في ساحة الحرب والجهاد وبذل المنهج وخوض اللجج في سبيل الله سبحانه كما أنه لم يكن لأجل قوة متميزة في جانب عدوهم جعلته ينتزع النصر انتزاعا استنادا إلى قوة السيف والسنان وثبات في العزيمة وشجاعة في الجنان كما ربما يحاول القرشيون أن يعيشوه.
فأراد رسول الله الأعظم ان يبدد هذه الغشاوة عن بصره وبصر كل من يسمعون أو سوف يبلغهم هذا القول ويواجهه بالحقيقة الناصعة ويقول له: إنه (ص) ليس فقط قادرا على سحق قريش بكل ما لديها من حشد وعتاد وقوة وانما هو على استعداد لمواجهتها ومع كل من يلتقون معها ويشاركونها الموقف والرأي والبغي على الاسلام والمسلمين وعزتهم فإذا كان مخشي وقومه بل وكذلك سائر لا قبائل التي حضرت ذلك الموسم التجاري الواسع قد تحركت في نفوسهم نوازع خيانية أو خالجتهم أحاسيس حول ضعف المسلمين أو شعروا: ان لقريش بعض القوة بسبب ما جرى في أحد فان عليهم أن يتأكدوا من صحة تصوراتهم ومعلوماتهم قبل ان يقدموا على اي عمل أو يتخذوا اي قرارا فهناك أمور