توفي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري وجمع الله بين ريقي وريقه في آخر ساعة من الدنيا، وأول ساعة من الآخرة. وفي صحيح البخاري، من حديث أبي عوانة من هلال الوراق، عن عروة عن عائشة. قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه يقول: " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ". قالت عائشة، ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا. وقال ابن ماجة: حدثنا محمود بن غيلان، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا مبارك بن فضالة حدثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك. قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بالمدينة (1) رجل يلحد والآخر يضرح فقالوا نستخير الله ونبعث إليهما فأيهما سبق تركناه، فأرسل إليهما فسبق صاحب اللحد فلحدوا للنبي صلى الله عليه وسلم. تفرد به ابن ماجة، وقد رواه الإمام أحمد: عن أبي النضر هاشم بن القاسم به. وقال ابن ماجة أيضا: حدثنا عمر بن شبة عن عبيدة بن زيد (2) ثنا عبيد بن طفيل، ثنا عبد الرحمن بن أبي مليكة، حدثني ابن أبي مليكة عن عائشة. قالت: لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في اللحد والشق حتى تكلموا في ذلك وارتفعت أصواتهم. فقال عمر: لا تصخبوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا ولا ميتا - أو كلمة نحوها - فأرسلوا إلى الشقاق واللاحد جميعا فجاء اللاحد فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دفن، تفرد به ابن ماجة. وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، ثنا العمري عن نافع، عن ابن عمر وعن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه عن عائشة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألحد له لحد تفرد به أحمد من هذين الوجهين. وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن شعبة، وابن جعفر، ثنا شعبة، حدثني أبو حمزة عن ابن عباس. قال: جعل في قبر النبي صلى الله عليه وسلم قطيفة حمراء، وقد رواه مسلم والترمذي والنسائي من طرق عن شعبة به. وقد رواه وكيع عن شعبة وقال وكيع: كان هذا خاصا برسول الله صلى الله عليه وسلم رواه ابن عساكر. وقال ابن سعد: أنبأنا محمد بن عبد الله الأنصاري، ثنا أشعث بن عبد الملك الحمراني عن الحسن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بسط تحته قطيفة حمراء كان يلبسها، قال:
وكانت أرضا ندية. وقال هشيم بن منصور عن الحسن قال: جعل في قبر النبي صلى الله عليه وسلم قطيفة حمراء كان أصابها يوم حنين قال الحسن: جعلها لان المدينة أرض سبخة. وقال محمد بن سعد: ثنا حماد بن خالد الخياط، عن عقبة بن أبي الصهباء سمعت الحسن يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " افرشوا لي قطيفة في لحدي فإن الأرض لم تسلط على أجساد الأنبياء " (3). وروى الحافظ البيهقي: من حديث مسدد، ثنا عبد الواحد، ثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال قال علي:
غسلت النبي صلى الله عليه وسلم فذهبت أنظر إلى ما يكون من الميت فلم أر شيئا، وكان طيبا حيا وميتا. قال:
وولي دفنه عليه الصلاة والسلام وإجنانه دون الناس أربعة، علي والعباس والفضل وصالح مولى النبي صلى الله عليه وسلم، ولحد للنبي صلى الله عليه وسلم لحدا، ونصب عليه اللبن نصبا. وذكر البيهقي عن بعضهم: أنه نصب