الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٢ - الصفحة ٢٩٧
أم يعقل: أنه كان - والعياذ بالله - جبانا إلى هذا الحد؟! وكانت الشجاعة من مختصات نبي الله موسى وحده؟!
وأخيرا، كيف يخاف نبينا هنا، والله تعالى يقول: (يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون) (١).
قد ورد ان زرارة بن أعين سأل الإمام الصادق (عليه السلام): كيف لم يخف رسول الله (ص) فيما يأتيه من قبل الله أن يكون مما ينزع به الشيطان؟ فقال: ان الله إذا اتخذ عبدا رسولا أنزل عليه السكينة والوقار، فكان الذي يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه (٢).
إشارة:
هذا، ومن المضحك المبكي هنا: أن نجد البعض يحاول أن يستدل بهذه الرواية على رأي يكذبه العقل والنقل، وبالذات يكذبه نص القرآن الكريم، فنراه يجعل ذلك دليلا على جواز التكليف بما لا يطاق (٣) - كما هو مذهبهم - الامر الذي يصادم العقل والفطرة، ويخالف القرآن، كما في قوله تعالى: ﴿لا يكلف الله نفسا إلا وسعها﴾ (4)، وقوله: (ما جعل

(١) النمل / ١٠.
(٢) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٥١ والبحار ج ١٨ ص ٢٦٢.
(٣) فتح الباري ج ٨ ص ٥٥١، وإرشاد الساري ج ١ ص ٦٣.
(٤) البقرة: ٢٨٦.
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»
الفهرست