المهمة التي أوكلت إليه - كما يرويه ابن إسحاق، وأشارت إليه الرواية الأخيرة التي تقدمت عند ذكر نصوص الروايات - وإن كان قد زيد فيها مالا يصح - فشاركه أهله في السرور، واسلموا، وقد روي هذا المعنى عن أهل البيت (عليهم السلام).
فعن زرارة أنه سال الإمام الصادق (عليه السلام): كيف لم يخف رسول الله (ص) فيما يأتيه من قبل الله: أن يكون مما ينزع به الشيطان؟.
فقال: إن الله إذا اتخذ عبدا رسولا، أنزل عليه السكينة والوقار، فكان الذي يأتيه من قبل الله، مثل الذي يراه بعينه (1).
وسئل (عليه السلام): كيف علمت الرسل انها رسل؟ قال: كشف عنهم الغطاء (2).
وقال الطبرسي: (إن الله لا يوحي إلى رسوله إلا بالبراهين النيرة، والآيات البينة، الدالة على أن ما يوحى إليه إنما هو من الله تعالى، فلا يحتاج إلى شئ سواها، ولا يفزع ولا يفزع، ولا يفرق (3)).
وقال عياض: (لا يصح ان يتصور له الشيطان في صورة الملك، ويلبس عليه الامر، لا في أول الرسالة ولا بعدها. والاعتماد في ذلك على دليل المعجزة. بل لا يشك النبي ان ما يأتيه من الله هو الملك، ورسوله الحقيقي، إما بعلم ضروري يخلقه الله له، أو ببرهان جلي يظهره الله لديه، لتتم كلمة ربك صدقا وعدلا، لا مبدل لكلمات الله (4)).