إبراهيم ليس آزر منشؤه التوراة، التي تذكر ان اسم أبي إبراهيم هو: (تارخ). ثم ذكر ما استظهرناه نحن أيضا من أن من الممكن أن يكون نفس والد إبراهيم قد كان مشركا يجادله في الايمان بالله، فوعده بالاستغفار له، ووفى بوعده، ثم عاد فآمن بعد ذلك فكان يدعو له بعد ذلك أيضا حتى في أواخر حياته هو كما أسلفنا.
وهذا الاحتمال وإن كان واردا حيث لا ملزم لحمل الأب في القرآن، والوالد على المجاز.
إلا أنه ينافي الاجماع والاخبار، فلا محيص عن الالتزام بما ذكرناه آنفا من أن المراد بالأب هو العم والمربي، لا الوالد على الحقيقة. مع عدم قبولنا منه قوله: إن استعمال الأب في العم المربي، يكون مجازا.
ان أبي وأباك في النار:
روى مسلم وغيره: أن رجلا سأل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أين أبي؟ فقال: في النار. فلما قفا دعاه، وقال له: إن أبي وأباك في النار (1).
ونقول: إن هذا لا يصح.
أولا: لما تقدم. مما يدل على إيمان جميع آبائه (صلى الله عليه وآله وسلم).
وثانيا: لقد روى هذه الرواية حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس.