الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء.
ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، واكل مال اليتيم، وقذف المحصنة إلخ (1)).
وقد عبر أهل المدينة على لسان أسعد بن زرارة عن أملهم في أن يحل (صلى الله عليه وآله وسلم) بدعوته تلك مشاكلهم المستعصية، حيث يذكر المؤرخون: أن الأوس والخزرج ما كانوا يضعون السلاح في ليل ولا نهار (2)، فمن الطبيعي إذن أن يشتاقوا إلى الخروج من وضع كهذا إذ:
نعمتان مجهولتان: الصحة والأمان.
وسيأتي الحديث عن ذلك حين الكلام على دخول الاسلام إلى المدينة.
هذا، ولابد من الإشارة هنا إلى أن الاندفاع نحو الاسلام، إنما كان ظاهرا وقويا في جملة الضعفاء والعبيد، والفقراء. أما أولئك المستغلون والمستكبرون وأصحاب الأموال، والأطماع، من أمثال: أبي جهل، وأبي سفيان، فقد كانوا هم الذين يهتمون بالقضاء على الدعوة، ومنعها من الانتشار. وإن المطالع لتاريخ الاسلام في مكة ليجد الكثير الكثير من الشواهد، التي تؤيد ما ذكرناه هنا. مع تأكيدنا علن أن ذلك لا يختص بما جرى بالنسبة لنبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) بل هو ينسحب على غيره من الأنبياء السابقين. وقد عبر القرآن عن هؤلاء المخالفين من الطبقة الأرستقراطية ب (الملا) في أكثر من مورد، وأكثر من مناسبة.
4 - نوع معجزته (صلى الله عليه وآله وسلم):
ومما ساعد على انتشار الاسلام وانتصاره نوع المعجزة التي جاء