4 - وبعد هذا، فإن ما يلفت نظرنا: هو فرح قريش حينما رأوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أول داخل عليهم، ثم وصفهم له بأنه (الأمين)، مما يعني أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يحتل مكانة خاصة في نفوس الناس في مكة، حيث تسكن قريش سيدة القبائل العربية كلها، حتى إنهم كانوا يحكمونه في كثير مما كان يشجر بينهم، ويضعون كل ثقتهم فيه، حتى لقبوه ب (الأمين). بل اننا نجد:
في كلمات أبي طالب المتقدمة، خير شاهد على مكانته (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلو منزلته، وشرفه، وسؤدده.
وفي موقف أمية بن خلف في غزوة بدر دلالة على ذلك أيضا (1) فراجع.
خرافة انحلال الازار:
هذا، وبعد كل ما تقدم، فإننا نواجه هنا أكذوبة مفضوحة، ليس الهدف منها إلا الحط من كرامة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، والإساءة لمقامه الأقدس، من أولئك الذين لما يدخل الايمان في قلوبهم، ولم يسلموا وانما استسلموا، وأقسموا على العمل على دفن ذكر محمد، وطمس اسمه ودينه. ولكن الله يأبي إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
وتلك الأكذوبة التي هي واحدة من مئات أمثالها، مما تقشعر له الأبدان، ويشتد له غضب الرحمان، هي التالية:
روى الشيخان، وغيرهما من المؤلفين في التاريخ والحديث، ممن تجمعهم معهما رابطة الدين، والسياسة، والصنعة - والنص للبخاري -:
(أن رسول الله) صلى الله عليه وآله وسلم) كان ينقل معهم الحجارة للكعبة، وعليه إزاره، فقال له العباس عمه: يا ابن أخي لو حللت إزارك