والذي يهتم بدار الأرقم ويبرزها على انها مفصل تاريخي هو الواقدي بالدرجة الأولى. فلعل المسلمين ترددوا على هذه الدار مرات، فعظمت السياسة ذلك وطورته، حتى دعيت هذه الدار دار الاسلام، للتعتيم على شعب أبي طالب حسبما تقدم، وذلك عن منطق السياسة الذي عرفناه وألفناه غير بعيد.
قريش لا تهتم لمرحلة ما قبل الاعلان:
كان المشركون قد عرفوا بتنبوء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أول الأمر، ولكنهم لم يهتموا كثيرا بالامر - بادئ ذي بدء - ربما لانهم اعتبروا أن القضية ليست بذات أهمية كبيرة، إلا من وجهة قبلية بالدرجة الأولى، ولكنهم ظلوا يتنسمون الاخبار، ويستطلعونها وكانوا يقولون: ان، فتى عبد المطلب ليكلم من السماء.
اسلام أبي ذر رحمه الله:.
وفي هذه الفترة كان اسلام أبي ذر (رحمه الله) الذي كان رابع، أو خامس من أسلم (1)، حيث إنه سمع بمبعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأرسل أخاه ليستقصي له الخبر، فرجع إليه، ولم يشف له غليلا.
فذهب هو بنفسه إلى مكة، فكره ان يسأل عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) علانية ورآه علي (عليه السلام) مضطجعا في ناحية المسجد