قريش. الامر الذي كان له أثر كبير في حفظ حياته (صلى الله عليه وآله وسلم) من كيد أعدائه كما قلنا.
بل إننا نجد المشركين حتى في عدائهم له (صلى الله عليه وآله وسلم)!، وحتى حينما تآمروا عليه ليقتلوه - وكان ذلك هو سبب هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم) - قد أخذوا بعين الاعتبار العلاقات القبلية، وردات الفعل التي سوف تنجم عنها فاختاروا عشرة اشخاص، من كل قبيلة رجلا، ليضربوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بسيوفهم في آن واحد وسيأتي ذلك إنشاء الله تعالى.
وفي المدينة أيضا كان ثمة أثر كبير لكرم ضيافة العربي، ولوفائه بالعهد والذمار، ولحسن الجوار، ولحريته، وحميته، وانفته وعزته، واعتداده بنفسه، وقوة إرادته، وللشجاعة، والاقدام، وحتى لصفات القوة والغلظة، التي ولدتها فيهم حياة الغزو والحرب، وجعلتهم قادرين على التخلي عن العواطف في سبيل دينهم وعقيدتهم، حتى لقد كانوا يقتلون أبناءهم، وآباءهم، وإخوانهم.
15 - دور أبي طالب، وعلي (ع) وأموال خديجة (عليها السلام):
ثم إننا يجب أن لا ننسى الدور الذي اضطلع به الرجل العظيم، أبو طالب شيخ الأبطح (عليه السلام)، الذي وفر للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حمايته المطلقة من كل أعدائه ومناوئيه.
ثم هنالك العامل الاقتصادي الذي وفرته له زوجته أم المؤمنين خديجة صلوات الله وسلامه عليها، والتي كانت تمتلك - حسبما يرى البعض - عصب الاقتصاد في الجزيرة العربية كلها.
وقد أنفقت كل تلك الأموال على المسلمين، في الظروف الحرجة (*)