وإسماعيل يتنسكون بها، من تعظيم البيت والطواف به، والحج والعمرة، والوقوف على عرفة ومزدلفة، وإهداء البدن، والاهلال بالحج والعمرة، مع إدخالهم فيه ما ليس منه (1).
ونحن نرجح أن هذا الأخير هو سر عبادتهم للأوثان. وأما عمرو بن لحي، فالظاهر أنه أول من وضع الأصنام على الكعبة، أو حولها، وتبعه غيره. وربما يشهد لذلك أن مجيئه بالصنم من الشام لا بد أن يسبقه - بحسب العادة - نوع قبول للأصنام، وتعظيم لها، هذا، إن لم نقل: إنه يعني: أنه كان يعبد الأصنام قبل أن يذهب إلى الشام.
وما يهمنا هنا هو الإشارة إلى ما كان للكعبة من مكانة لدى الانسان العربي، فضلا عن غيره، سواء في الوقت الذي كان يعبد فيه الأوثان ويعظمها، أو في تلك الظروف التي بدأ يشعر فيها بعض الناس بسخافة عبادة الأوثان، وعدم معقوليتها.
وبالنسبة للمراد من الصنم فإنهم يقولون: (إذا كان معمولا من خشب أو ذهب، أو من فضة صورة إنسان، فهو صنم، وإذا كان من حجارة فهو وثن) (2).
ولاية الكعبة:
كانت ولاية الكعبة أولا في يد ولد إسماعيل، ثم خرجت من يدهم إلى أخوالهم الجرهميين (3) ويقال: ثم إلى العماليق، ثم عادت إلى جرهم.