سندها، وذلك لان كون تلك الرواية واردة بناء على أشهر النسئ يحتاج إلى إثبات. إذ لم نعهد في تعبيرات المعصومين بناء كلامهم على النسئ، الذي هو زيادة في الكفر، كما لم نعهد ذلك في كلمات المحدثين والمؤرخين. ولا سيما مع عدم نصب قرينة على ذلك.
تعقيب هام وضروري:
لقد قال الأربلي (رحمه الله)، بعد أن أشار إلى الاختلاف في تاريخ ولادته (ص): (إن اختلافهم في يوم ولادته سهل، إذ لم يكونوا عارفين به، وبما يكون منه، وكانوا أميين لا يعرفون ضبط مواليد أبنائهم. فأما اختلافهم في موته، فعجيب. والأعجب من هذا مع اختلافهم في الأذان والإقامة ، بل اختلافهم في موته أعجب، فإن الاذان ربما ادعى كل قوم أنهم رووا فيه رواية، فأما موته فيجب أن يكون معينا معلوما) (1).
وكلام الأربلي (رحمه الله) ظاهر المأخذ، فهو يقول: إن اختلافهم في تاريخ ولادة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ربما تكون له مبرراته، ولكن ما يثير الدهشة حقا هو اختلافهم في يوم وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم)، مع أنهم كانوا قد عرفوا فيه (صلى الله عليه وآله وسلم) المنقذ والمخرج لهم من الظلمات إلى النور، ومن الموت إلى الحياة، مع عدم وجود هوى سياسي أو مذهبي يقتضي إبهام ذلك، أو إجماله، أو التلاعب فيه وأغرب من ذلك كله، هو اختلافهم في الكثير الكثير من الأمور التي كانوا يمارسونها مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عدة مرات يوميا، طيلة سنين عديدة، حتى إنك لتجدهم يروون المتناقضات عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) في أفعال الوضوء والصلاة، وهم كانوا يؤدونها معه (صلى