اليهود، والبداء:
وبعد، فلو أننا لم نقل بالبداء، لكنا مثل اليهود الذين نعى الله عليهم اعتقادهم الفاسد، حيث أنكروا البداء. وقالوا: إن الله قدر الأرزاق والأشياء منذ الأزل، ولا تغيير ولا تبديل فيما قدر، فقد (جف القلم).
وقد قال تعالى مقبحا قولهم هذا: ﴿وقالت اليهود: يد الله مغلولة، غلت أيديهم، ولعنوا بما قالوا، بل يداه مبسوطتان، ينفق كيف يشاء﴾ (1).
وقال الشهرستاني عن اليهود: (ولم يجيزوا النسخ أصلا قالوا: فلا يكون بعده شريعة أصلا، لان النسخ في الأوامر بداء ولا يجوز البداء على الله تعالى) (2).
فالاعتقاد بالبداء ضرورة إسلامية وعقيدية، ومن لوازم ومقتضيات تنزيه الله وتوحيده. وهو كذلك منسجم مع مفاد الآيات القرآنية، والأحاديث الشريفة.
وعن الصادق والباقر (عليهما السلام)، قال: ما عبد الله تعالى بشئ مثل البداء (3).
هذا وقد أورد المجلسي (رحمه الله) للبداء حكما جليلة، وفوائد جميلة: فليراجعها من أراد (4).