وجوابه:
أولا: إن الآيات ربما تكون ناظرة إلى المراحل الأولى من حياة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو لم يكن يعلم، ثم علم، واما متى علم، فالآيات لا تحدد لنا ذلك، فلربما يكون قد علم حينما كان في سن العشرين مثلا، أو قبل ذلك أو بعده.
وثانيا: إن السيد الطباطبائي يقول: إن الآيات ناظرة إلى نفي العلم التفصيلي، أما العلم الاجمالي فقد كان موجودا، لان عبد المطلب وأبا طالب وغيرهم كانوا مؤمنين بالله، وكتبه اجمالا، والنبي أيضا كذلك (1)، لا سيما إذا قوينا أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان نبيا منذ صغره - كما ذهب إليه البعض - ولسوف يأتي ذلك إن شاء الله تعالى في فصل بحوث تسبق السيرة.
وثالثا: إن من معاني الدين: (السيرة، والتدبير، والورع، والعادة، والشأن)، فلعل القصد في هذه العبارة، كان إلى أحد هذه المعاني.
ورابعا: إن هذه الآيات بمثابة قضية شرطية مفادها: أنه (ص) لولا لطف الله به لم يكن يدري ما الكتاب ولا الايمان، لأنك أنت بنفسك وبما لديك من قدرات ذاتية لست قادرا على شئ وكذلك هو (ص) لم يكن يرجو ذلك لولا الله سبحانه.
مهر خديجة:
وعلى كل حال فإن أبا طالب قد ضمن المهر في ماله، كما هو صريح خطبته، ولكن خديجة رضوان الله تعالى عليها عادت، فضمنت المهر في مالها، فقال البعض: يا عجبا! المهر على النساء للرجال؟!