وأخيرا، فلربما يقال: إن إعجاز القرآن هو في عدم وجود الاختلاف فيه، ولذلك ترى أنه قد تحداهم بذلك فقال: ﴿أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا﴾ (1).
وثمة إشارات أخرى لجزئيات ربما يدخل أكثرها فما قدمناه...
ولعل فيما ذكرناه كفاية.
وثمة قول آخر، أكثر شيوعا ومعروفيه ولا سيما بين القدماء. وهو إعجاز القرآن في الفصاحة والبلاغة. وقد كتبوا في هذا الموضوع الشئ الكثير قديما وحديثا.
اما نحن فنقول: إن هذا الأخير هو السر الأعظم في اعجاز القرآن الكريم حقا. وهو يستبطن سائر الجوانب الاعجازية المذكورة آنفا وغيرها مما لم نذكره (2).
لماذا الأخير فقط:
وأما لماذا هذا الأخير فقط دون سواه فإن ذلك واضح، حيث إننا نقصد ب (البلاغة) معنى أوسع مما يقصده علماء المعاني والبيان، وهذا المعنى يستبطن جميع وجوه الاعجاز وينطبق عليها، وبيان ذلك يحتاج إلى شئ من البسط في البيان فنقول:
إنه إذا كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أرسل للناس