وهي دعوة مغرضة وخبيثة، إلا إذا أريد منها خصوص حلف الفضول، الذي أمضاه الاسلام. أو أي حلف اخر تنسجم أهدافه مع الاسلام، كالحلف الذي عقده عبد المطلب مع جماعة خزاعة، فلما قتلت قريش جماعة من خزاعة، استنصروا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) استنادا إلى ذلك الحلف، وكان فتح مكة لذلك (1).
ملاحظات هامة على حلف الفضول:
1 - إن دعوة الحسين (عليه السلام) بحلف الفضول، انما كانت منه (عليه السلام) لأنه كان يعلم من خلال دراسته للأوضاع وللنفسيات أن هذه الدعوة سوف لن تنتهي إلى حد الخطر الأقصى. وقد كان يهدف منها إلى تعريف الناس على واقع وحقيقة بني أمية، وانهم ظالمون عتاة، لا يهمهم إلا الدنيا وحطامها وأن الهاشميين، وأهل البيت هم الذين يهتمون بالحفاظ على العهود والمواثيق التي تهدف إلى نصرة المظلوم، والدفاع عن الحق.
وقد خاف معاوية من هذا الامر بالذات، فاستسلم للحسين (عليه السلام)، وارجع الحق إلى أصحابه.
كما أن هذه الدعوة قد كانت في ظرف حرج، لا يمكن اللجوء فيه إلى أية وسيلة أخرى غيرها، حتى ولا وسيلة الثورة العامة ضد تلك الطغمة الفاسدة، إذ أن إعلانه للثورة العامة حينئذ، وفي مناسبة كهذه، لسوف يفسر على أنه لدوافع شخصية، ولا علاقة له بالدفاع عن الدين والأمة لا من قريب ولا من بعيد.
وعليه فلو استشهد الإمام الحسين (عليه السلام) والحالة هذه في