وإذا كانت خزاعة تزعم ذلك فما هو المبرر لحربها، إلا الحسد له، والبغي عليه؟!. والظاهر أن حليلا قد أوصى إليه به فحاربته خزاعة حسدا وبغيا، (1) ثم تحاكموا إلى يعمر بن عوف، فحكم له.
وحكم يعمر بن عوف له يقرب وصية حليل بالولاية إليه، وكان يعمر قد اطلع على هذه الوصية، إن لم يكن لقصي حجج أخرى في المقام جعلت الحكم يكون في صالحه (2).
وعلى كل حال فقد حدد قصي بناء البيت في القرن الثاني قبل الهجرة (3) وبنى إلى جانب الكعبة دار الندوة، التي كانت تجتمع فيها قريش للحكومة، والقضاء، والشورى (4) وهذا من مآثره الجليلة، الدالة على درايته وحكمته، وبعد نظره.
مكانة قريش:
وواضح أن سدانة قريش للبيت العتيق، وهو الذي يعظمه الكثيرون ثم اتصال نسبها بإسماعيل وإبراهيم (عليهما السلام)، والعربي - بطبعه يحترم نسبا كهذا، انطلاقا من اهتمامه بالانساب، إذعانه لها على أنها مصدر شرف وسؤدد ولا سيما بملاحظة تعرض العربي للغارات والسبي الامر الذي يجعل لديه حساسية خاصة تجاه هذا الامر.
وأيضا، لان قريشا كانت أقرب إلى الحنيفية من غيرها، وشعائر