من مصالحه الشخصية (بنظره) على إنكار ذلك وإخفائه - كما كان الحال بالنسبة إلى أهل الكتاب، الذين كانوا يعرفون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يعرفون أبنائهم، ويجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل.
ولكن الأحبار والرهبان أخفوا ذلك وأنكروه، لمصالح شخصية، أو لغير ذلك، مما وجدوا فيه مبررا للاقدام على خداع أنفسهم، وخداع غيرهم.
وهكذا يقال بالنسبة للاعجاز التشريعي، وغير ذلك من أمور.
ويبقى سؤال.
ما هو وجه الاعجاز في القرآن إذن؟
وفي مقام الإجابة على هذا السؤال نقول:
بلاغة القران:
قبل كل شئ ينبغي التذكير بأن ما ذكرناه آنفا.
لا يعني أن الاخبار بالغيب، وغير ذلك مما ذكرناه، ومما لم نذكره، غير موجود في القرآن. بل هو موجود فيه بأجلى مظاهره وأعظمها، وهي معجزات أيضا لكل أحد ولكننا نقول: إن ذلك ليس هو الملاك الأول والأخير لاعجاز القرآن، وإنما ملاك الاعجاز فيه هو أمر يستطيع كل أحد أن يدركه، وأن يفهمه - وهو أمر تشتمل عليه حتى السورة التي لا تزيد على السطر الواحد، كسورة الكوثر مثلا. وهو أيضا أمر يجده كل أحد، مهما كان تخصصه، ومهما كان مستواه الفكري، وأيا كان نوع ثقافته، وفي أي عصر، وفي أي ظرف. وهو كذلك أمر يشمل كل ما تقدم، وسواه مما لم نذكره، ويضمه تحت جناحيه، وذلك الامر هو:
البلاغة:
فأما أن ما تقدم يرجع: إلى البلاغة، فلان حقيقة البلاغة - كما