وهو توجيه عجيب، فإننا لم نعهد منه (ص) اتباع مثل هذه الأساليب الملتوية في الوصول إلى مقاصده ونحن نجله (ص) عن نسبة الكذب إليه على خديجة - معاذ الله، ثم معاذ الله!!. ثم.. كيف يتناسب ذلك مع كونه أراد أن يلقي نفسه من شواهق الجبال، وغير ذلك مما تقدم مما ذكرته روايات الوحي؟!
وأيضا، كيف يبعث الله رجلا، قبل أن يربيه تربية صالحة ويعده إعدادا تاما، بحيث يستطيع أن يكون في مستوى الحدث العظيم الذي ينتظره؟! نعم، كيف أهمله هكذا، حتى إنه حين بعثته ليبدو مذعورا خائفا، ظانا بنفسه الجنون، يريد أن يلقي بنفسه من شواهق الجبال، حتى كأنه طفل تائه، يملا قلبه الهم، يحتاج إلى من يطمئنه، ويهديه، ويأخذ بيده، ولو امرأة أو أي انسان عادي آخر؟! هذا كله عدا عن أن ذلك يدل والعياذ بالله على ضعف إرادته، وضالة شخصيته.
وأين ذهبت عن ذاكرته تلك الكرامات التي كان يواجهها، دون كل أحد، كتسليم الشجر والحجارة عليه (١). والرؤيا الصادقة، وغير ذلك مما ذكره المؤلفون والمؤرخون؟!.
ب: قال تعالى: (وقال الذين كفروا: لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة، كذلك لنثبت به فؤادك)، (٢).
وقال تعالى: ﴿قل: نزله روح القدس من ربك بالحق، ليثبت الذين آمنوا، وهدى وبشرى للمسلمين﴾ (3).
وقال: (إني علي بينة من ربي) (4) وقال تعالى: (قل: هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) (5).