فإنك رسول الله حقا.
ثم انطلقت إلى عداس النصراني، غلام عتبة بن ربيعة من أهل نينوى، فسألته عن جبرائيل، فتعجب من ذكر جبرائيل بتلك الأرض، ثم أخبرها بأنه أمين الله بينه وبين الأنبياء. ثم جاءت إلى ورقة إلخ.. (1).
هذا غيض من فيض، مما قيل ويقال حول ما جرى حين بدء الوحي، وكيفيته وملابساته، من روايات، وأقاويل متضاربه ومتناقضة.
ولننتقل الان إلى الإشارة إلى بعض ما لنا من مناقشات في تلك الأراجيف المتقدمة، متوخين الايجار والاختصار مهما أمكن فنقول:
مناقشة روايات بدء الوحي:
إننا في مجال بيان ما في تلك الروايات من خلل وخطل، لا نستطيع أن نستوعب كل ما فيها من نقاط ضعف، لان استيعاب ذلك - كما يبدو - يحتاج إلى وقت طويل، بل إلى مؤلف مستقل.. ولكن مالا يدرك كله لا يترك كله، لأننا نريد أن نسهم بدورنا في الذب عن مقام النبوة الأقدس، ولو بشكل محدود ومقتضب، وما نريد أن نشير إليه هنا هو:
أولا: من حيث السند. وحيث إن العمدة في ذلك هو ما ورد في الصحيحين وغيرهما، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، فنحن نكتفي بالإشارة الاجمالية إلى حال هؤلاء، فنقول:
1 - الزهري: كان من أعوان الظالمين، ومن الذين يركنون لهم (1)، وكان عاملا لبني أمية (1) ويقول المحقق التستري: إنه كان كاتبا لهشام بن