فإنه لم يوضح لنا حقيقة ما يذهب إليه، غير أنه حين روى عن هشام بن عروة قوله: إن خديجة قد توفيت وعمرها خمس وستون سنة. قال: (هذا قول شاذ، فإن الذي عندي: أنها لم تبلغ ستين سنة) (1).
فكلامه هذا يدل على أنه يعتبر القول بأنها قد تزوجت بالنبي وعمرها أربعون سنة، شاذ. ويرى: أن عمرها كان أقل من خمس وثلاثين حينئذ، ولكنه لم يبين القول الذي يذهب إليه، هل هو ثلاثون؟ أو ثمان وعشرون؟
أو خمس وعشرون؟.
يتيم قريش، أكذوبة مفضوحة:
وعن ابن إسحاق: أن خديجة قالت له (ص): يا محمد، ألا تتزوج؟ قال: ومن؟ قالت: أنا.
قال: ومن لي بك؟ أنت أيم قريش، وأنا يتيم قريش؟.
قالت: اخطب الخ. (2).
بل يذكر البعض أن أبا طالب قال للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أخاف ألا يفعلوا، أيم قريش. وأنت يتيم قريش. ثم إن أبا طالب أرسل بدلا عنه حمزة، لأنه خاف إن ذهب بنفسه أن يردوه فتكون الفضيحة (3).
وفي نص آخر: أن خديجة حين طلبت من أبي طالب أن يخطبها لمحمد من عمها، قال أبو طالب لها: (يا خديجة، لا تستهزئي) (4).