ذكرته سورة هود - فتعجبت: أن تلد وهي في هذا السن.
وعدم ذكر إسماعيل في سورة الصافات، والاكتفاء بذكر إسحاق ويعقوب لعله يشير إلى ذلك أيضا على اعتبار أن الامر بالنسبة لإسماعيل كان قد مضى وانقضى.
أهل الكتاب هم الداء الدوي:
وبعد هذا. فإن السؤال الذي يلح في طلب الإجابة عليه هو: من أين جاء هذا الامر الغريب: أن الذبيح هو إسحاق؟
والجواب: هو ما قاله ابن كثير وغيره: (إنما أخذوه - والله أعلم - من كعب الأحبار، أو من صحف أهل الكتاب. وليس في ذلك حديث صحيح عن المعصوم، حتى نترك من أجله ظاهر الكتاب) (1) فاليهود إذن قد أرادوا ترويج عقيدتهم بين المسلمين، وتخصيص هذه الفضيلة بجدهم إسحاق حسب زعمهم.
ولكن اليهود أنفسهم قد فاتهم: أن التوراة المتداولة نفسها متناقضة في هذا الامر، فإنها في حين تقول: (خذ ابنك، وحيدك، الذي تحبه إسحاق. واذهب إلى أرض المريا، وأصعده هناك محرقة على الخ..) (2).
فقد عبرت هنا بكلمة: (وحيدك) الدالة على أن إسحاق هو أكبر ولد إبراهيم. ولكنها تعود فتكذب نفسها، وتنص على أن إسحاق لم يكن وحيدا وإنما ولد وعمر إسماعيل أربعة عشر سنة (3).