الله نعالى مما هو من دين الحنيفية شريعة إبراهيم (عليه السلام)، وبما يؤدي إليه عقله الفطري السليم، وأنه كان مؤيدا ومسددا، وأنه كان أفضل الخلق وأكملهم خلقا، وخلقا وعقلا.
وكان الملك يعلمه، ويدله على محاسن الأخلاق.
كما أننا نجدهم ينقلون عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): انه كان يلتزم بأمور لا تعرف إلا من قبل الشرع وكان لا يأكل الميتة، ويلتزم بالتسمية والتحميد، إلى غير ذلك مما يجده المتتبع لسيرته صلوات الله عليه.
ملة أبيكم إبراهيم:
بل إننا نقول: إن هناك آيات ودلائل تشير إلى أن إبراهيم الخليل (عليه السلام) ونبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، هما اللذان كان لديهما شريعة عالمية، وقد بعثا إلى الناس كافة.
أما موسى وعيسى (عليهما السلام) فإنما بعثا إلى بني إسرائيل.
وقد حرصت الآيات القرآنية العديدة على ربط هذه الأمة بإبراهيم (عليه السلام) فلاحظ قوله تعالى: ﴿وما جعل عليكم في الدين من حرج، ملة أبيكم إبراهيم، هو سماكم المسلمين من قبل﴾ (١).
وقال تعالى: ﴿ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن، واتبع ملة إبراهيم حنيفا﴾ (٢).
وقال سبحانه: ﴿قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا﴾ (3).