ولد ترضعه، لتستفيد من رعاية أهله، ومعوناتهم، فعرض (صلى الله عليه وآله وسلم) عليها، فرفضته - في بادئ الامر - ليتمه. ولكنها عادت، فقبلته، حيث لم تجد غيره، فرأت فيه كل خير وبركة، فأرضعته سنتين.
ثم أعادته إلى أهله، وهو ابن خمس سنين ويومين - كما يقولون - ليكون في كفالة جده عبد المطلب، ثم عمه أبي طالب.
ويقول العلامة المحقق السيد مهدي الروحاني: إن قولهم: إنها رفضته في أول الأمر ليتمه إنما يصح بالنسبة ليتيم ضائع، لا أهمية له. وأما بالنسبة لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن كافله عبد المطلب سيد هذا الوادي. وأمه آمنة بنت وهب، من أشراف مكة. بل ثمة من يقول: إنه لم يكن حينئذ يتيما، وإن أباه قد توفي بعد ولادته بعدة أشهر، قيل: ثمانية وعشرين شهرا. وقيل: سبعة أشهر. (1) انتهى كلامه.
لماذا الرضاع في البادية؟!:
وعلى كل حال فقد كان إرسال الأطفال بي البادية للرضاع، هو عادة أشراف مكة، حيث يرون أن بذلك ينشأ أطفالهم: أصح أبدانا، وأفصح لسانا، وأقوى جنانا، وأصفى فكرا وقريحة، وهي نظرة صحيحة وسليمة، وذلك لما يلي:
أما كونهم:
1 - أصح أبدانا، فلأنهم يعيشون في الهواء الطلق، ويواجهون مصاعب الطبيعة فتصير لديهم مناعة طبيعية تجاه مختلف المتغيرات، في مختلف الظروف.
2 - وكونهم أفصح لسانا، من حيث إنهم يقل اختلاطهم بأهل