كما أننا في نفس الوقت الذي نرى فيه البعض يعتبر هذه الرواية من إرهاصات النبوة كما صرح به ناظم الأبيات السابقة وغيره (1)، ومثار إعجاب وتقدير.
فإننا نرى: أنها عند غير المسلمين، إما مبعث تهكم وسخرية، وإما دليل لاثبات بعض عقائدهم الباطلة، والطعن في بعض عقائد المسلمين.
ونرى فريقا ثالثا يعتبر الرواية موضوعة، من قبل من أراد أن يضع التفسير الحرفي لقوله تعالى: (ألم نشرح لك صدرك، ووضعنا عنك وزرك) (2).
واعتبرها صاحب مجمع البيان أيضا (مما لا يصح ظاهره، ولا يمكن تأويله إلا على التعسف البعيد، لأنه كان طاهرا مطهرا من كل سوء وعيب، وكيف يطهر القلب وما فيه من الاعتقاد بالماء؟) (3).
ونجد آخر (4) يحاول أن يناقش في سند الرواية. ونظره فقط إلى رواية ابن هشام، عن بعض أهل العلم، ولكنه لم يعلم أنها واردة في صحيح مسلم بأربعة طرق. ولو أنه اطلع على ذلك لرأينا له موقفا متحمسا آخر؟ لأنها تكون حينئذ كالوحي المنزل، على النبي المرسل.
ولعل خير من ناقش هذه الرواية نقاشا موضوعيا سليما هو العلامة الشيخ محمود أبو رية في كتابه القيم: (أضواء على السنة المحمدية)، فليراجعه من أراد..
رأينا في الرواية:
ونحن هنا نشير إلى ما يلي: