ترجمة القرآن وتفسيره:
ومما تقدم نعرف: أن ترجمة القرآن وتفسيره غير ممكنين لهذا الانسان المحدود بحدود الزمان والمكان، وغير المحيط بكل العلاقات الكونية، ولا المطلع على النواميس الطبيعية، في مختلف المجالات.
نعم، يمكن لمن يتصدى لترجمة القرآن أو لتفسيره أن يقول: هذا ما فهمته من القرآن، بحسب ما توفر لدي من أدوات تساعد على اكتشاف المعاني، من المفردات والهيئات التركيبية، وبحسب مستوى ثقافتي ومعارفي وقدراتي المحدودة بالنسبة إلى الله الذي ليس لعلمه حد.
للقرآن ظهر وبطن:
قد تقدم آنفا عن أمير المؤمنين (عليه السلام): لو أردت أن أوقر على الفاتحة سبعين بعيرا لفعلت أو بما معناه. ويظهر صدق قوله هذا مما ذكرناه.
ويمكن بعد هذا: أن نفهم معنى قولهم (عليهم السلام): إن للقرآن ظهرا وبطنا، أو أكثر، وقد روي هذا المعنى من طرق غير الشيعة أيضا.
وفسر بما يشير إلى ما ذكرناه.
ففي خطبة منسوبة له (صلى الله عليه وآله وسلم): (له ظهر وبطن، فظاهره حكم، وباطنه علم، لا تحصى عجائبه، ولا يشبع منه علماؤه) (1).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما في كتاب الله آية إلا ولها ظهر وبطن، ولكل حد مطلع) (2).