المؤمنين، وأحد أجواد قريش. ويقول البلاذري: أبو مهشم بن المغيرة بأن يحكموا أول داخل عليهم من باب السلام، وهو باب بني شيبة، أو من باب الصفا على الاختلاف.
فكان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أول داخل. فلما رأوه قالوا: هذا الأمين، رضينا، هذا محمد.
ويقول البعض: إنهم كانوا يتحاكمون إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الجاهلية، لأنه كان لا يداري، ولا يماري (1).
فلما أخبروه بالامر طلب ثوبا، أو بسط إزاره - على الاختلاف - ثم أخذ الحجر، فوضعه فيه بيده، ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوه جميعا، ففعلوا، فلما حاذوا موضعه أخذه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده الشريفة، فوضعه مكانه.
ملاحظات هامة:
1 - إن بني عبد الدار، ومعهم بنو سهم، ومخزوم وعدي قد جاؤوا بالدم، فوضعوا أيديهم فيه، وتحالفوا على الموت. ونجد في مقابل ذلك:
أن بني عبد مناف قد جاؤوا بالغالية - وهي نوع من الطيب - فوضعوا أيديهم فيها، حينما تحالفوا زمن قصي في مقابل بني عبد الدار، فسموا حلف المطيبين.
ولبني عبد مناف حلف آخر هو أكرم وأشرف حلف سمع به في العرب (2)، وهو حلف الفضول الذي أمضاه الاسلام، حسبما تقدم. وكان في مقابلهم حلف الاحلاف، من قبل بني عبد الدار، وسهم، وجمح، ومخزوم، وعدي، ولا يقصد في حلفهم إلا الشرف الدنيوي، ولو أريقت الدماء، وأزهقت النفوس.