إنها ولدت بعد البعثة، وأن التي تزوجها عثمان هي ربيبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، لا ابنته. وقد كانت العرب تطلق على ربيبة الرجل أنها ابنته كما قلنا: وكذلك يقال بالنسبة لام كلثوم، لان الفرض أنها قد ولدت بعد البعثة أيضا.
هل زينب بنت الرسول (ص) أم ربيبته؟:
وأما عن زينب فلا نستطيع أن نطمئن إلى أنها كانت بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضا، لأننا بالإضافة إلى أن ما قدمناه آنفا حول زوجتي عثمان، كله بعينه جار هنا إذا كان أبو العاص بن الربيع قد تزوجها قبل البعثة - نشير إلى ما يلي:
1 - قال مغلطاي عن خديجة: (ثم خلف عليها أبو هالة النباش بن زرارة فولدت له هندا، والحرث، وزينب، وكانت تكنى أم هند، وتدعى الطاهرة) (1).
2 - وعن عمرو بن دينار: أن حسن بن محمد بن علي أخبره: أن أبا العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، وكان زوجا لبنت خديجة فجئ به للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قد، فحلته زينب بنت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الخ (2).
فالتعبير أولا ببنت خديجة يشير أنها لم تكن ابنته (صلى الله عليه وآله وسلم) وإن كان عاد فذكر أنها بنت النبي، فلا يبعد أنه يريد بنوتها له بالتربية، وإلا فلماذا خصها أولا بأنها بنت خديجة؟! فنسبتها إلى خديجة أولا يكون قرينة على إرادة بنوتها للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالتربية.