الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٢ - الصفحة ١٧٤
ويخرجه عن وضعه الطبيعي؟!، وإذا كان مأمورا، فلماذا لم يدرك موسى ذلك بمجرد تحرك الحجر بثوبه الذي هو أمر خارق للعادة؟. هذا مع كونه يناديه ويخاطبه، حتى كأنه عاقل مدرك لما يقول!!
وأخيرا، فإنني لا أدري ما هو ذنب هذا الحجر، حتى استحق هذا الضرب الوجيع الذي أثر فيه وجعل فيه ندبا؟! ولماذا لم يعين لنا عدد تلك الندب، فذكرت على نحو الترديد: ثلاثا، أو أربعا، أو خمسا؟!. وفي بعض الروايات: ستا، سبعا؟!.
وإذا كان أبو هريرة قد بلغ به النسيان هذا الحد، فكيف استطاع أن يحفظ تلك التفاصيل الدقيقة للقصة نفسها؟!.
ثم كيف استطاع أن يحفظ هذه الآلاف المؤلفة من الأحاديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!.
هذا وتحسن الإشارة هنا إلى أنه لا يرد كثير مما ذكرنا، على رواية القمي التي لم تذكر عصاه، ومناداته، وضربه للحجر. ولعلها أقرب إلى الاعتبار من تلك الرواية البخارية.
وقد جاء أن آية ايذاء موسى، قد نزلت في طعن بني إسرائيل على موسى بسبب هارون: لأنه توجه معه إلى زيارة، فمات هارون، فدفنه موسى، فاتهمه بعض بني إسرائيل بقتله، فبرأه الله تعالى بأن أخبرهم جسد هارون بأنه مات ولم يقتل (1).
حياء عثمان:
هذا، ولا بأس بالمقارنة بين ما يذكر هنا عن نبينا الأعظم (صلى الله

(١) فتح الباري ج ٦ ص ٣١٣ عن ابن مردويه والطحاوي، وابن منيع بسند حسن، والدر المنثور ج ٥ ص ٢٢٣ عن هؤلاء وعن ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم، وصححه عن ابن عباس، ومشكل الآثار ج 1 ص 12.
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست