ولماذا بقيت هذه الجارية التي أعتقها عنده طيلة هذه المدة المتمادية، وهي خارجة عن ملكه.
هذا كله، عدا عن أنه لا حجية في المنامات، ولا اعتبار بها.
وعدا عن أن الرواية مرسلة أيضا.
وأما بالنسبة لتخفيف العذاب عن أبي لهب، فنقول: إن فرحه إذا كان استجابة لحاجة نفسية طبيعية، ولم يكن لله سبحانه وتعالى، فلماذا يثاب عليه، ولماذا يخفف عنه العذاب لأجله، والافعال الحسنة إنما يلقى الكفار جزاءها في الدنيا لا في الآخرة، فإنه ليس لهم في الآخرة من خلاق، ولا لهم فيها نصيب. وقد قال تعالى: ﴿وقدمنا إلى ما عملوا من عمل، فجعلناه هباء منثورا﴾ (1).
شرك أبي لهب:
إن المعلوم أن أبا لهب قد بقي على شركه، وكان من أعدى أعداء الله، والاسلام، ورسول الاسلام. فلا يعقل أن يجعل الله له يدا على النبي صلى الله عليه وآله يستحق المكافاة عليها. ولأجل ذلك لم يكن صلى الله عليه وآله يقبل هدية مشرك، بل كان يردها (2).
وقد قال صلى الله عليه وآله: (اللهم لا تجعل لفاجر، ولا لفاسق عندي نعمة) (3) فكيف إذا كان هذا الفاسق والفاجر هو أبو لهب لعنه الله بالذات؟!.