وهل كان في ذلك الزمان طائرات؟، أو أنها سافرت على بساط الريح، أو طويت لها الأرض؟! ولا ندري، فلعلهم قد انتقلوا ليسكنوا قرب مكة، لتتمكن خديجة من استشارتهم في الوقت المناسب، ثم لا يعود يسمع لهما ذكر أصلا، لان مهمتهما قد انتهت (!!!).
2 - وعداس، أليس هو الذي أسلم على يد النبي (ص) في الطائف بعد عشر سنين من البعثة أي بعد وفاة أبي طالب (عليه السلام).
وتروى القصة بنحو يدل أن عداسا لم يكن يعرف النبي (ص) قبل ذلك (1) ولا سمع به.
كما أن الروايات تنص على أن جوابه هو نفس جواب ورقة، وعلى أنه كان - كورقة - راهبا، كبير السن، قد وقع حاجباه على عينيه، وقد ثقل سمعه إلخ. وهذه الأوصاف يشاركه فيها غيره ممن سألتهم خديجة ما عدا ثقل السمع، الذي عوض عنه ورقة المسكين بالعمى...
واحتمال أن يكون عداس هذا غير ذاك، ليس له ما يؤيده، أو يشير إليه.
ويبقى هنا سؤال أخير، وهو: أنه كيف لم يسمع باسلام هؤلاء:
بحيرا، وعداس، ونسطور، من حين بعثته (ص)، مع معرفتهم بان النبي (ص) قد بعث، ومع أن سند نبوته قد تلقاه (ص) منهم، حسب نص الروايات المتقدمة؟.
كما أن رواية عداس تقول: إنه لما عادت خديجة من عند عداس، إذا بجبرئيل يقرئ النبي (ص) سورة القلم. وهذا مخالف لما يذكره المفسرون: من أن هذه السورة إنما نزلت حينما وصف المشركون النبي (ص) بأنه مجنون (2)، وواضح: أن هذا لم يحصل إلا بعد انتهاء