من امتيازات العرب:
لقد امتاز العرب بالصفات التالية:
1 - بالكرم وحسن الضيافة - وهذا هو الامر الوحيد الذي احتج به أبو سفيان على صحة دينه!! حيث قال لكعب بن الأشرف: (أديننا أحب إلى الله أم دين محمد وأصحابه؟ وأينا أهدى في رأيك، وأقرب إلى الحق؟ إنا نطعم الجزور الكوماء، ونسقي اللبن على الماء، ونطعم ما هبت الشمال.
فقال له ابن الأشرف: أنتم أهدى منهم سبيلا (!!!) (1).
ولكن ذلك في الحقيقة لا يمكن أن يعد فضلية للعرب، إلا إذا ثبت أن بذلهم للمال كان نابعا من إيمان العربي بمثل أعلى، يدفعه إلى البذل والعطاء، أو أنه كان نابعا من عاطفة إنسانية، مصدرها رؤيا حاجة الآخرين، والتفاعل معها، بحيث يندفع إلى العطاء والبذل بنفسه، ومن دون سؤال أو تحريك.
مع أننا نجد أن الدافع لذلك كان في كثير من الأحيان ليس هو المثل العليا، ولا العاطفة الانسانية، وإنما هو إبعاد العار، والتحرز من هجاء الشعراء، وحتى لا يسير ذكرهم في البلاد في اللؤم والخسة، ولا تتعرض أعراضهم وكراماتهم للهدر، أو أملا بحسن الذكر، وطيب الأحدوثة، أو طمعا بزعامة قبيلة أو منافسة قرين. والشواهد على ذلك في التاريخ غير قليلة والاستثناء لا يلتفت إليه.
بل نجد ان زيد الخيل حين يريد ان يعطي البعض، قد وعده بالعطاء بعد أن يشن الغارة، فلما شن الغارة على بني نمير بالملح وأصاب