بدء الوحي وأول ما أنزل:
لقد كان بدء الوحي في غار حراء، وهو جبل على ثلاثة أميال من مكة ويقال: هو جبل فاران، الذي ورد ذكره في التوراة إلا إن الظاهر هو أن فاران اسم لجبال مكة، كما صرح به ياقوت الحموي، حسبما تقدم، لا لخصوص حراء.
وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يتعبد في حراء هذا، على النحو الذي ثبتت له مشروعيته، وكان قبل ذلك يتعبد فيه عبد المطلب.
وأول ما نزل عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) هو قوله تعالى:
﴿بسم الله الرحمان الرحيم إقرأ بسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق﴾ (1).
وهذا هو المروي عن أهل البيت (عليهم السلام) (2)، وروي أيضا عن غيرهم بكثرة. ويدل عليه أيضا سياق الآيات المذكورة. (3) وربما يقال: إن أول ما نزل عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) هو فاتحة الكتاب (4)، ولا سيما بملاحظة: أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد صلى في اليوم الثاني هو (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام)، وخديجة (عليها السلام)، حسبما ورد في الروايات.
ولكن من الواضح: أن ذلك لا يثبت شيئا، إذ يمكن أن تنزل الفاتحة بعد سورة إقرأ، بلا فصل، ثم يصلي ويقرؤها في صلاته. كما أن