إلا أن يدعى: أن النبوة والبشارة بيعقوب ليست داخلة في البشارة الأولى.
ولكن ذلك خلاف الظاهر. والذين يصرون على أن الذبيح هو إسحاق لا يقولون بالبداء ليمكنهم التشبث به في الإجابة هنا.
أو يدعى: أن الذبح قد يكون بعد أن ولد له يعقوب.
ويرده: أنهم يقولون: إن قضية الذبح قد حصلت حينما كان عمره ثلاث عشرة سنة (1).
3 - وقد روي: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أوضح أن كونه ابن الذبيحين إنما هو بنذر عبد المطلب، وبذبح إسماعيل (عليه السلام) (2).
4 - وأخيرا.. فقد أنكر أبو عمرو بن العلاء أن يكون إسحاق هو الذبيح، على اعتبار أن الذبح كان بمكة، وإسماعيل هو الذي كان بمكة وبنى البيت مع والده. وكذا قال ابن القيم (3).
خلاصة وبيان:
ونستخلص مما تقدم: أنه قد كان هناك بشارتان:
إحداهما بولادة إسماعيل (عليه السلام)، فولد، ثم أمر بذبحه، وجرى ما جرى. ثم جاءت البشارة الأخرى بولادة إسحاق بملاحظة: أن أمه لم تكن ولدت، رغم أنها كان قد كبر سنها فبشرها الله بذلك - كما