إذن، فالنبوة، وتنزيل القرآن، ليس إلا لثبيت المؤمنين، ولتثبيت فؤاد النبي (ص)، وهذا يتنافى مع قولهم: إن نفسه الشريفة قد سكنت اعتمادا على قول نصراني، أو امرأة.
كما أن من الواضح: أنه لا حجة بينة في قول ورقة، أو خديجة، فكيف صح أن يقول: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني.
وخامسا: لابد من الإشارة إلى بعض الكلام حول ورقة، ونسطور، وعداس، وبحيرا وغيرهم، ممن ذكرت أسماؤهم فيما تقدم، وعمدة الروايات تتجه نحو ورقة، وتركز عليه. لا سيما وأنه هو الذي نص عليه البخاري، وغيره من المصادر الموثوقة لدى غير الشيعة.
1 - أما نسطور، وبحيرا، فهما الراهبان اللذان تنسب إليهما القضية التي جرت للنبي (ص) في صغره، حينما سافر مع أبي طالب إلى الشام، وبصرى حيث بشر نسطور أو بحيرا بنبوة النبي (ص)، وأمر بإعادته (ص) إلى مكة كما تقدم.
وإذا كان بحيرا أو نسطور في بصرى - وهي قصبة كورة حوران في الشام من اعمال دمشق - فيرد السؤال: كيف سافرت خديجة من مكة إلى الشام هذه السفرة الطويلة؟، أو متى كتبت إليه فأجابها. مع أنهم يقولون:
إنه (ص) بعث في أول يوم، فأسلم علي وخديجة (عليها السلام) في اليوم الثاني، وصليا معه مسلمين مؤمنين بنبوته (1).